وستشكل منظومة "S-400" الروسية المتطورة والتي لا مثيل لها في العالم، إضافة نوعية لقدرات الجيش التركي.
وتسبب الاتفاق مع تركيا، العضو في الناتو، بكثير من القلق في الولايات المتحدة والدول الغربية عامة.
وكانت تركيا تعتزم في الأصل، توقيع عقد بقيمة 3.4 مليار دولار لشراء نظام دفاع جوي من الصين في عام 2013، لكنها صرفت النظر عن هذا الأمر بعد ذلك بعامين، قائلة إنها ستركز على تطوير نظام محلي.
كنها عادت ولجأت إلى روسيا لشراء هذه المنظومة الصاروخية التي ليس هناك ما يماثلها في العالم قاطبة، بحيث إنها قادرة على تدمير أهداف من مسافات بعيدة، ويصل عدد الأهداف التي بإمكانها تتبعها في وقت واحد ثلاثمئة هدف، ويبلغ مدى تدمير الطائرات ما بين ثلاثة و240 كيلومترا، وبإمكانها تدمير جميع أنواع المقاتلات واعتراض الصواريخ المجنحة، وقد زود الجيش الروسي بها منذ 2007.
ووضعت هذه الصفقة دولا غربية كثيرة، في مقدمتها الولايات المتحدة وشركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والكيان الاسرائيلي، في حالة ترقب وحذر، بعدما كانت هذه الدول تراهن على استحالة عقد صفقة من هذا النوع بين موسكو وأنقرة، أخذا بالاعتبار مكانهما المختلفين في تحالفاتٍ متباعدة.
وكان حلفاء أنقرة في الغرب قد نجحوا في منع حصول تركيا على "الباتريوت" الذي طالبت به أكثر من مرة، واكتفوا بإقناعها أنه تحت تصرفها عند اللزوم، لكن واشنطن تعرف أن عقداً من هذا النوع لن تكون قيمته كصفقة تجارية تتم بين البلدين، بل في مغزى هذا التعاون الذي سيكون الأول من نوعه كأكبر عقد عسكري تركي روسي، حيث ستسلم موسكو لأنقرة نماذج حية لأحدث نظام دفاع جوي روسي، يساعد على تدمير الطيران المهاجم، وصواريخ الكروز والصواريخ الباليستية، بمدى 250 كلم وارتفاع 30 كلم.
وبالإمكان تزويد المنظومة بخمسة أنواع من الصواريخ المختلفة المهام، بينها صاروخ (40Н 6 Е ) القادر على تدمير طائرات الكشف الراداري البعيد وطائرات الشبح، وذلك على بعد أربعمئة كيلومتر.
ويؤكد وزير الدفاع التركي، أن بلاده بحاجة إلى منظومة دفاع جوي موثوقة، ويقول "نحن سنتمكن من تلبية حاجاتنا عبر هذه الصفقة".
ومع أن تفاصيل هذه الصفقة بقيت طي الكتمان، ألا أنه من الواضح اليوم، أن أنقرة ستدفع أكثر من ملياري دولار، وأن تاريخ التسليم سيكون قبل نهاية العام 2020 على أبعد تقدير.
المصدر : تاس