وقال جزائري: انتم تعرفون جيدا السبب الرئيسي للعداء الامريكي لإيران، لأن النظام في ايران مبتنيٌ على الثورة الاسلامية التي تحمل رسالة واضحة في اطار تعليمات الدين الاسلامي الحنيف. والاستكبار العالمي قائم على الليبرالية والديمقراطية المزعومة، وامريكا هي الاخرى قائمة على الليبرالية والديمقراطية الخاصة بها، وكلاهما يتعارضان بشكل جذري واساسي مع هذه الظاهرة الحديثة، اي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية. وإن مصدر كل عداءات الأنظمة الاستكبارية والانظمة السلطوية مع الثورة الاسلامية والمقاومة الاسلامية، في مختلف انحاء العالم، يعود الى هذه القضية الرئيسية.
واضاف: وبغض النظرهذه النقطة التي تُعتبر مهمة وحيوية وجذرية، فإن امريكا ومنذ انتصار الثورة الاسلامية، كافحت من أجل أنلاتكتمل الصورة الكاملة لهذه الظاهر الجديدة، او على اقل تقدير، أن لاتواصل مسيرتها المتنامية. وهذا ما جعلنا وعلى مدى حوالي اربعين عاما الماضية، أن نعتاد على عداء الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية وامريكا. كما تعلمنا كيف نتصدى ونصمُد امام مثل هذه المواجهات والنزاعات العدائية الهمجية والمتوسطة والناعمة منها، وكيف نتعامل معها. فأمريكا، ديمقراطيون كان حكامها او جمهوريون، فكلاهما سيِّان في التنفيذ، فقد حاول الديمقراطيون حينما كانوا في السطلة الإيقاع بالجمهورية الاسلامية إلى أبعد الأشكال، وكانت الحال كما هي حينما كان يصل الجمهوريون الى سدة الحكم.
وتابع المتحدث باسم القوات المسلحة الايرانية بالقول: ومن اجل ذلك لايفرق لنا مَن الذي يحكم امريكا، جمهوريا كان او ديمقراطيا، فالنظام الامريكي يعمل على ضرب وتحجيم النظام الاسلامي في ايران واضعافه بشتى السبل، ولا خلاف بينهما في هذا المجال. فهم يتصورون خطأ انهم ومن خلال ممارسة الضغوط والتذرع بالاتفاق النووي، قد يتمكنوا النيل من الجمهورية الإسلامية في كافة المجالات بما فيها الدفاع الاقليمي لايران. إلا اننا نعتقد ان دفاعنا الاقليمي يُعتبر جزءا من هويتنا، ومن الطبيعي اننا لانساوم عليه مع اي طرف آخر.
او مثلا النظام الدفاعي للبلاد، فهو الاخر جزءا من هويتنا الاصلية، بل يعتبر ضمير وعِرض الجمهورية الاسلامية الايرانية، فهل يُمكن لبلد ان يساوم على عرضه وطاقته الدفاعية مع طرف آخر؟ ناهيك عن ان يكون البلد، بلد مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي تعتمد الفضل الالهي، وشعبها،والملايين من عشاقها الذين يرتبطون ارتباطا وثيقا بها وبنظامها الاسلامي. اذا فأمريكا تواصل مسيرتها، وتحاول جهد امكانها وشتى انواع السبل في معاداة ايران ونظامها الاسلامي.
وفي رده على سؤال الزميل علاء رضائي، مقدم البرنامج، قبل أن نأتي الى المساعي الامريكية لكن هناك تحليل يقول ان حديث ترامب بالتحديد عن حرسالثورة الاسلامية، ينبع من امرين، الاول، هو الانتقام من الحرس بسبب الهزائم التي مُني بها الامريكان وحلفائهم في المناطق التي يتحرك بها الحرس ومستشاروه، سواء في العراق كان او في سوريا او في لبنان، وحتى في اليمن، والامر الآخر، هو لضرب الوحدة الوطنية داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية، من خلال استهداف الحرس باعتباره، نقطة قوة داخل النظام، كيف تنظر الى هذا التحليل؟
قال العميد جزايري: الامريكيون ومنذ انتصار الثورة الاسلامية كانت لهم جهود خاصة ازاء بعض مؤسسات النظام الاسلامي في ايران، فعلى سبيل المثال انهم ركزوا كثيرا على مؤسسة نظام "الولي الفقيه"، فهي مؤسسة حديثة المولد، ولها كلمتها الفريدة في العصر الراهن، ونحمد الله انها نجحت الى حد كبير في الثورة الاسلامية، وكذلك في نظام الجمهورية الاسلامية، وستكون لها كلمتها في المستقبل ايضا، وسنسمع الكثير عنها في كافة المجالات. والمؤسسة الاخرى هي مؤسسة حرس الثورة الاسلامية، أو التعبئة الشعبية. ونحن عندما نتحدث عن حرس الثورة، هذا يعني اننا نتحدث عن قسم كبير من ابناء الشعب الايراني. فأحد الاقسام المرتبطة بحرس الثورة هو قوات التعبئة الشعبية، ونحن لدينا الآن عشرات الملايين من قوات التعبئة في ايران.
إذاً عندما نتحدث عن الحرس، فإننا في الحقيقة نتحدث عن عشرات الملايين من ابناء الشعب الايراني، وبعبارة اخرى لايمكن ان ترى عائلة لا تمت بصلة الى قوات التعبئة الشعبية او حرس الثورة الاسلامية بشكل مباشر أو غير مباشر. فالعدو يتصور انه اذا تمكن من ايقاع الخلافات او نوعاً من الازدواجية،أو تمكن من إيجاد نوع من ثنائية القطب في المجتمع الايراني، مثلا بين الشعب والحرس، أو بين الشعب والحكومة، فإنه سيتمكن من ايجاد نوع من الخلاف والاختلاف في ايران، وقد جرَّب ذلك عدة مرات، وشهدنا عدة تجارب من العدو، وفي كل مرة نجد الانعكاسات السلبية تنعكس على العدو، قبل ان تؤثر على المجتمع الايراني. انتم انظروا الى الموجة الاخيرة التي افتعلها العدو، فقد تصور الامريكييون انهم دبروا نوعا من التحشيد الإعلامي ضد الحرس، لكن في الحقيقة ردود الأفعال الشعبية التي انعكست على العدو كانت بشكل،بحيث اننا لم نكن نتصور ان تكون ردود الفعل بهذا الحجم. ورغم الاوضاع الاقتصادية الموجودة لدينا حاليا، فقد كانت الردود ضد الاستكبار والانظمة السلطوية، حيث اعتُبِرَ ردهم ظاهرة جديدة، اي كل ما كان الامريكيون يتوقون اليه، جاءت نتائجه عكسية تماما، ولم يتمكنوا من ايجاد شرخ بين ابناء الشعب، بل ان تلاحم وتضامن المجتمع الايراني ارتقى درجة اعلى بالنسبة لما كان عليه. نعم حقا لوقيل ان الحرس مؤسسة قوية، وتستمد قوتها من الحكومة والشعب والمجتمع الايراني، وقبل كل شيئ تستمد قوتها وصلابتها من صلابة القيادة الايرانية، وتعمل وفق التعليمات الدينية، يعني في اي نقطة من العالم اذا كانت الانظمة السلطوية الظالمة تمارس الظلم والضغط على الشعوب المسلمة، فعلى كل ابناء الامة الاسلامية ان ينصروا اخوانهم ويدافعوا عن المظلومين.
الحوار بالكامل الذي جرى الحديث فيه عن قضايا دولية واقليمية مهمة تعبر عن وجهة نظر القوات المسلحة الايرانية.. تشاهدونه على فضائية الكوثر مساء الثلاثاء (بعد غد) في الساعة التاسعة و25 دقيقة بتوقيت طهران (الثامنة و55 دقيقة بتوقيت مكة المكرمة)...
101