الجميع في الشرق الأوسط يستعد للحرب.. ولكن هل ستقع حقا ؟

الأحد 29 أكتوبر 2017 - 11:09 بتوقيت مكة
الجميع في الشرق الأوسط يستعد للحرب.. ولكن هل ستقع حقا ؟

مقالات - الكوثر: قبل شهر تقريباً، أجريت في "إسرائيل" مناورات عسكرية بالذخيرة الحية كان فيها العدو الأول «حزب الله». ولما انتهت المناورات، قال قائد المدرعات العميد نداف لوثان للضباط المشاركين: يجب أن تعلموا أن لقاءنا معكم اليوم سيكون الأخير… قبل اندلاع الحرب!

ومن المؤكد أن التوجيهات الأخيرة التي تلقتها رئاسة الأركان الإسرائيلية من السياسيين، كانت كلها تميل الى احتمال وقوع حرب مفاجئة. لهذا، طلب وزير الدفاع افيغدور ليبرمان من القيادة أن تكون دائماً مستعدة لنشوب حرب على جبهتين: الجولان ولبنان.

توقيت التحريض على مثل هذا العمل العسكري ناتج من عوامل مؤثرة عدة أهمها:

أولاً – الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو "لإسرائيل"، في وقت يحاول الرئيس فلاديمير بوتين الظهور بمظهر الطرف المحايد في الصراع الدائر بين إيران والدول العربية.

ثانياً – حاجة بنيامين نتانياهو الى عملية مدوية، تبعد منه تحقيق الشرطة حول صفقات مريبة. والدليل على ذلك تخوفه من تطور هذه المسألة، ودعوته الى اجتراح مشروع قانون يعفي رئيس الحكومة من تدخل القضاء خلال قيامه بالمهمة الرسمية.

ثالثاً – هزيمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام تحديات كوريا الشمالية، وخلاف رجال إدارته حول إلغاء الاتفاق النووي الذي وقعه مع إيران سلفه الرئيس باراك أوباما.

رابعاً – الاتفاق بين السلطة الفلسطينية و«حماس»، الأمر الذي يؤدي مستقبلاً الى قيام حكومة فلسطينية موحدة تتوجه نحو الانتخابات. وهذا بالطبع سيفقد نتانياهو حجّة عدم وجود مفاوض فلسطيني كامل التمثيل عن الضفة الغربية وقطاع غزة.

الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي "لإسرائيل" أخذت أبعاداً سياسية مختلفة، إذ فسرها كل فريق وفق رؤيته لمستقبل المنطقة. وحقيقة الأمر أن الزيارة كانت بمثابة رسالة عملية من بوتين لإظهار مدى اهتمامه بأمن "إسرائيل". وهو دور خطفه الرئيس الروسي من واشنطن التي تعتبر الدولة اليهودية كياناً تابعاً لنظامها. لذلك رأى دونالد ترامب في هذه السابقة خطوة جريئة تتخطى دور الولايات المتحدة. علماً أن موسكو طلبت من الوزير ليبرمان أن يتعامل مع نظيره الروسي على مستوى متحفظ. لهذا السبب رفض سيرغي شويغو مقابلة صحافيين محليين، بينما اكتفى الإعلاميون الذين رافقوه بتغطية شحيحة قدمها لهم نائبه الجنرال ألكسندر بومين.

وأكبر إثبات على تنسيق الدولتين في المجال الأمني ما ينفذه سلاح الجو الإسرائيلي فوق الأراضي السورية. وحدث قبل وصول وزير الدفاع الروسي الى تل أبيب أن تعرضت بطارية صواريخ سورية من طراز «اس. اس. 5» لهجوم من طائرات حربية إسرائيلية.

والوزير شويغو (62 سنة) يُعتبر أقدم وزير في الحكومة الروسية، كونه خدم في عهد بوريس يلتسن. واحتفظ بمنصبه في وزارة الطوارئ المدنية مدة تزيد على 18 سنة، الى أن تم تعيينه وزيراً للدفاع قبل خمس سنوات، ومن ثم نائباً لرئيس الوزراء.

في الوقت ذاته، دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خط الأزمات المتلاحقة ليهدد بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران. وحجته أن وكالة الطاقة الذرية الدولية عاجزة عن بلوغ المنشآت العسكرية الإيرانية… وأن تطوير إيران صواريخ باليستية لا غاية منه غير حمل رؤوس نووية.

ويبدو أن الغاية من إعادة النظر في المصادقة على الاتفاق إقناع الكونغرس بفرض عقوبات جديدة على طهران سبق أن أُلغيت عقب صدور الاتفاق.

وبموجب القانون الأميركي، يتوجب على الرئيس مراجعة تطبيق الاتفاق كل تسعين يوماً، بهدف التأكد من أن إيران لا تنتهك الاتفاق النووي ولا تطور برنامجها العسكري الذري.

الرئيس الإيراني حسن روحاني أوحى في تعليقه على تصريح ترامب بأن بلاده ستستأنف برنامجها النووي، في حال تعرض الاتفاق للانتهاك.

والثابت أن التجارب على أجهزة الطرد المركزي المتطورة ستسمح لبلاده بتخصيب اليورانيوم بسرعة، إذا انتهى مفعول الاتفاق. والنتيجة أن الصواريخ الباليستية ستكون جاهزة لحمل "القنبلة" الى مسافات بعيدة.

في تحذيره كوريا الشمالية، هددها دونالد ترامب بإزالتها من الوجود. ومثل هذا الموقف الاستعلائي أدى الى إضاعة الفرصة في مفاوضات 1994 مع بيونغيانغ. والمرجح أن إيران قد تصبح قوة نووية إذا أخلت واشنطن بالاتفاق، حسب كاتب المقال.

في مداخلة إعلامية، صدر عن برلين وباريس ولندن بيان ينتقد موقف ترامب، ويتمسك بالاتفاق الموقع سنة 2015. ولكن هذا البيان لم يردع الرئيس الأميركي الذي زعم ان إيران "دولة تمثل أكبر دعم للإرهاب في العالم". ولقد استفزت هذه الأوصاف المرشد الإيراني علي الخامنئي الذي حذر الدول الست من التناغم مع العنجهية الأميركية. وزاد الخامنئي من اتهاماته للرئيس ترامب بوصفه «الغشيم والكذوب والمتخلف عقلياً.» ثم أضاف: «على رغم ملامح البلاهة البادية على وجهه، يجب ألا ننكر مكر أميركا وخداعها. أنا أقول إن حرباً عسكرية لن تقع، ولكن هناك قضايا لا تقل أهمية عن الحرب. ذلك أن واشنطن تعادي الشعب الإيراني منذ الأيام الأولى لانتصار ثورته.»

في تعليقه على هذه المهاترات، قال الرئيس السابق باراك أوباما إن إقناع بلد بالتخلي عن سلاح نووي لا يملكه أسهل من إقناعه بعد حيازته. لذلك رميت بكل ثقلي وراء الاتفاق مع إيران التي لا تملك سلاحاً نووياً. وكل ما أخشاه هو أن يطالب خلفي بتنازلات جديدة، لا تستطيع إيران القبول بها، الأمر الذي يدفعها الى إنتاج هذا السلاح!

المصدر: سليم نصار/ الحياة

24

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 29 أكتوبر 2017 - 10:58 بتوقيت مكة