وصرح نجل المرجع الديني في محاضرته: إن في الثامن من شهر صفر، مرت الذكرى السنوية الخامسة والعشرون لرحيل اية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) إلى الرفيق الأعلى وانطفاء تلك الشعلة الوهاجة التي طالما استضاء بنورها رواد الحوزات العلمية.
وأضاف السيد محمد رضا السيستاني: إن من أهم ما تميز به السيد الخوئي رضوان الله عليه هو منهجه العلمي الرصين في التعامل مع الأخبار المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، والتزامه الصارم بنقدها من حيث مصادرها وأسانيدها ومتونها وعدم التعويل إلا على المعتبر منها من جميع الجهات، وكذلك إبرازه لدور علم الرجال وأهميته الفائقة في استنباط الأحكام الشرعية والوصول إلى المعارف الإسلامية الأصيلة.
وتابع: إن أهمية ما قام به السيد الخوئي (قدس سره) تتجلى في هذا المجال بملاحظة المحاولات التي يقوم بها البعض في هذه الأيام لإرجاع عجلة الفكر إلى الوراء بالترويج لنمط من الأفكار المبنية على الأخذ بروايات الوضّاعين والضعفاء وما بحكمها مما ورد في المصادر غير المعتبرة وعدّ ذلك كله من علوم الأئمة الطاهرين عليهم السلام والبناء عليه في تحديد معالم مدرستهم الفكرية العظيمة.
وأكد السيد محمد رضا السيستاني: إنّ التمسك بمنهج السيد الخوئي (أعلى الله مقامه) في نقد الأحاديث وتمحيصها والتدقيق فيها كفيل بإفشال هذه المحاولات الغريبة التي لو قُدِر لها شيء من النجاح فإنّها ستؤثر سلباً على المسيرة الفكرية لأتباع أئمة أهل البيت عليهم السلام ولن يحدث ذلك إن شاء الله تعالى.
وبين نجل سماحة المرجع الديني: لقد مضى على فراق السيد الخوئي (قدس سره) ربع قرن من الزمن، ولا زلت أتذكّره بهيأته وهيبته، بهيأته وهو يرقى منبر التدريس فيُبهر الحضور ببيانه الجميل ومنطقه المحكم، وبهيبته وهي هيبة العلم والتقوى والمرجعية العليا التي تبوأها عن جدارة مطلقة، لا زلت أتذكر عنايته ورعايته لطلابه حتى الأحداث منهم من أمثالي بالرغم من عِظم شأنه وكِبر سنِّه وتكاثر الهموم على قلبه الشريف في ظِل النظام الجائر السابق، لا زلتُ أتذكّر كل ذلك فأتواضع لمقامه وأخشع لجلاله.
وختم السيد محمد رضا السيستاني حديثه: واسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع درجته في عليين ويلحقه بآبائه الطيبين الطاهرين ويجزيه عن العلم وأهله أفضل جزاء المحسنين.
المصدر: شفقنا
101/23