وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، يوم أمس الجمعة ( 27 تشرين الأول 2017)، فقد ناقشت أبحاث سابقة عبور بعض الأجسام من الفضاء، إلَّا أنَّ الخبراء يقولون إنَّ الاكتشاف الأخير وهو جسم قطره أقلّ من 400 متر، وهو أكبر ما تم اكتشافه حتى الآن.
ونقلت الصحيفة عن عالم الفلك في المرصد الفلكي"Royal Greenwich"، إدوارد بلومر، قوله إن "الشيء المثير في هذا، هو أنّه قادمٌ من نظامٍ شمسيٍّ آخر، وإذا تم تأكيد ذلك، فإنها ستكون أول صخرة فضائية تأتي من مكان آخر في المجرة"، فيما نشر مركز "هارفارد سيمثسونيان" للفيزياء الفلكية من خلال الدورية الإلكترونية لمركز Minor Planet Center، أن الملاحظات تكشف وجود الجسم في مدار زائدي قوي، بعبارةٍ أخرى، إنّه يسير بسرعةٍ كافية للهرب من قوة جاذبية الشمس.
وأضاف باحث آخر قائلا "حين نتتبع مدار هذا الجسم زمنياً نلاحظ أنه يأخذ شكل المدار الزائدي دائماً، وأنه لم يقترب من أي من الكواكب العملاقة التي قد تزيد تسارعه. إذا تتبعنا المدار في المستقبل، فإنَّه يبقى زائدياً أيضاً، ما يعني أنه قادمٌ من الفضاء الخارجي، ومتوجهٌ أيضاً إلى الفضاء الخارجي".
وأوضحت الصحيفة انه ووفقاً للملاحظات التي أدلى بها علماء الفلك، دخل الجسم إلى مجموعتنا الشمسية من الأعلى، ومرَّ داخلَ مدار كوكب عطارد، ثمَّ سافر تحت الشمس، قبل أن يتحرَّك ويعود إلى الخلف، عبر مجموعتنا الشمسية، ثم يتجه مرةً أخرى نحو الفضاء. وتم تسجيل أقرب مكانٍ له، في 9 أيلول الماضي، حيث كان على بعد 23.4 مليون ميل من الشمس.
من جانب آخر قال البروفيسور فيتزيمونز إنه "من المؤكد أنّنا نتعامل مع زائرٍ غريب، تمّ التعرّف عليه للمرة الأولى"، مبينا ان فريقه يعمل حالياً على تحديد موقع هذا الجسم بشكلٍ أفضل لحساب مساره، وجمع المعلومات المتعلّقة بتركيبه الكيميائي وحجمه.
وأكد أنّ "النتائج الأولية تشير إلى أن الجسم قد يكون مشابهاً في تكوينه للأجسام الموجودة في حزام كايبر، وهي منطقة تمتد وراء كوكب نبتون داخل مجموعتنا الشمسية، التي تحتوي على عددٍ لا يُحصى من الأجسام الصغيرة المتجمِّدة والصخور".
ويقول "نحن نعرف الآن أن العديد من النجوم، وربما معظم النجوم في مجرتنا، لكنّه أشار إلى أن الأمر ما زال غامضاً، وليس أقلَّ غموضاً من أجسام حزام كايبر، التي يُعتقد أنها جليدية.
وختم بالقول "لا يوجد دليلٌ أنَّ هذا الجسم تصرَّف بطريقة غريبة، كلُّ ما لدينا من بيانات يشير إلى أنه نقطة غامضة من الضوء، مما يعني أنّه أقرب إلى الكويكب الصخري منه إلى مذنب جليدي. ولكن هناك الكثير من الأسرار التي ما زال علينا استكشافها هنا".
المصدر: NRT