وذكر موقع فويس أوف أمريكا في تقرير له أن تنظيم داعش يعيد ترتيب أوراقه في ليبيا، مشيراً إلى أن صديق السور، رئيس مكتب النائب العام، في طرابلس صرح للصحفيين في نهاية سبتمبر، بأن إرهابيي التنظيم كانوا يعملون في الغالب من خلال وحدة «الجيش الصحراوي» التي أقاموها بعد انسحابهم من معقلهم في سرت على البحر الأبيض المتوسط العام الماضي.
وقال السور خلال مؤتمر صحفي: «الآن يتم رصدهم في الأراضي الواقعة جنوب ليبيا، حيث يقودهم العراقي عبد القادر النجدي، المعروف باسم «أبو معاذ التكريتي»، بدعم من زعماء داعش الآخرين، بمن فيهم محمود البرسي وحشم أبوسيد، ومعظم هؤلاء القادة كانوا أعضاء في القاعدة وسافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى المعركة قبل عودتهم إلى ليبيا، وحصل الادعاء الليبي على معلومات عن مكان وجود الجيش الصحراوي التابع للدواعش الذي أصيب وأسر عدد منهم بعد غارات جوية أمريكية في منطقة وادي سكير فى بداية سبتمبر.
1- إعادة توطين داعش في صحراء ليبيا
وتعد ليبيا بيئة خصبة وجاذبة للتنظيمات الإرهابية، حيث يصل عدد سكان البلاد لـ6.4 مليون نسمة، وانحدرت ليبيا إلى حالة من الفوضى في عام 2011 عندما أدى التدخل الدولي إلى الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وقسمت الحرب الأهلية البلاد إلى حكومتين، الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس والجيش الوطني الليبي المدعوم من روسيا في طبرق، ورغم وقف إطلاق النار بين الطرفين إلا أنهما لا يزالان يتهمان بعضهما البعض بالسماح للإرهابيين بالعمل تحت رقابتهم لتعزيز أهدافهم العسكرية، ووفقاً للميليشيات الليبية التي تقاتل تنظيم داعش في ليبيا، وتحذر هذه الميليشيات من أن داعش يعيد تنظيم نفسه في ريف سرت الجنوبي والوديان الصحراوية والتلال الداخلية الممتدة إلى جنوب البلاد، وكرر المسؤولون الأمريكيون هذه المخاوف، وأشاروا أن الجماعة الإرهابية تحاول استخدام المساحات لتجنيد وتسهيل حركة المقاتلين الأجانب.
2- أمير داعش
في مقدمة قيادات داعش يأتى عبدالقادر النجدي هو أمير داعش ليبيا، كما حددته مجلة التنظيم الصادرة في مارس 2016، ومسؤولية النجدي الرئيسية، وفقا لمجلة النبأ التابعة لتنظيم داعش، هي الإشراف على ولاية الجماعة في جميع أنحاء ليبيا، وتشمل منطقة نفوذه سرت ومدينة صبراتة الساحلية الشمالية، کما أن لداعش وجودا متنازعا علیه في مدن أخرى منتشرة في جميع أنحاء شمال لیبیا، بما في ذلك درنة وطرابلس والخمص وبنغازى.
تولى النجدي قيادة تنظيم داعش في ليبيا بعد عدة أشهر من وفاة سلفه أبوالمغيرة القحطاني الذي قتل. وتحت قيادة النجدي، لا يكتفي التنظيم بالعمل في ليبيا فقط فقد شن هجمات على تونس المجاورة، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود والمدنيين في بلدة بن جاردن الحدودية التونسية في هجوم 7 مارس 2016.
3- التمويل والسلاح
وفقا لمصادر المخابرات الغربية، فإن داعش في سوريا والعراق قدموا الملايين فى 2015 إلى القائد العراقى وسام الزبيدى المعروف أيضا باسم أبونبيل الأنبارى وأبومغيرة القحطانى لإنشاء فرع ليبي لتنظيم داعش في درنة، ويعتقد أن رأس المال الإضافي جاء من اختطاف سيارة تابعة لمصرف ليبي المركزي تحتوي على 55 مليون دولار والعملة الليبية في سرت في نوفمبر 2013 من قبل أنصار الشريعة في المدينة، وهي وحدة تنظيمية تم تصنيفها بأنها تابعة لداعش لاحقاً.
في بداية تأسيس داعش في ليبيا كان التقدم السريع لداعش في جميع أنحاء ليبيا يبشر بمستقبل مالي مشرق للتنظيم، ومن شأن السيطرة على الأراضي والسكان أن توفر مصدراً محتملا للإيرادات سواء من خلال عمليات النهب والسرقة أو من خلال فرض الإتاوات، وجمع الأموال من المواطنين، في تلك الأثناء أعلن أمير التنظيم في ذلك الوقت الزبيدي أن في ليبيا موارد جيدة لا يمكن أن تجف، وزعم أن سيطرة داعش على حقول النفط والغاز في ليبيا ستؤدي إلى انهيار اقتصادى في أوروبا، في إشارة إلى الإمكانيات المالية الضخمة للتنظيم وأعلن أحد كبار قادة داعش، وهو السالمي سلامة سالم سليمان عمار، أن التنظيم نقل مئات الآلاف من الدولارات من ليبيا إلى سيناء، وساعد عمار في نقل الأموال والأسلحة والذخيرة إلى سيناء طوال عامى 2014 و2015.
وعثرت السلطات الليبية في أحد مراكز التنظيم بمصراتة التي سيطرت عليها السلطات الأسبوع الماضي على أسلحة متطورة من ضمنها صواريخ ميلان وهي أسلحة مضاد للدروع، من الجيل الثاني من الأسلحة ذات المدى المتوسط، معد للاستعمال في وحدات المشاة، يمكن إطلاقها ضد أهداف أرضية من مسافات قصيرة وضد الطوافات المحلقة على ارتفاع منخفض، كما تم العثور على أنظمة دفاع جوى محمولة وهي أنظمة قادرة على إطلاق صواريخ سام من الأرض إلى الجو وعادة ما تكون أسلحة موجهة وتشكل تهديدا للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، خاصة طائرات الهليكوبتر. كما يمتلك تنظيم داعش أسلحة بى إف -89 هو الجيل الجديد من الأسلحة المضادة للدبابات.
مي سمير
الفجر
24