في محاولة لاظهار قوته وعدم إبائه من استخدام القوة العسكرية ضد “اعداء” امريكا ، طالما ما استهزأ ترامب من وزير خارجيته ريكس تيلرسون لانه يميل الى الدبلوماسية والحوار لحل الازمات التي تواجه علاقات امريكا مع الاخرين.
كتب ترامب في تغريدة له على تويتر ان على تيلرسون الكف عن محاولته حل الازمة مع كوريا الشمالية عبر الطرق الدبلوماسية ، والا يضيع وقته من اجل ذلك ، لانه ، اي ترامب ، سيتكفل بحل هذه الازمة بطريقته الخاصة.
كان واضحا ان الطريقة الخاصة التي كان يقصدها ترامب لحل الازمة مع كوريا الشمالية، هي استخدام السلاح النووي، بالشكل الذي يؤدي الى تدمير كوريا الشمالية بالكامل ، وهو ا اشار اليه ترامب في خطابه امم الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا.
نفس الخطاب استخدمه ترامب مع ايران، فقد هدد بالانسحاب من الاتفاق النووي، وغرد خارج السرب الدولي المؤكد على التزام ايران بالاتفاق النووي، ورفض تاييد التزام ايران بالاتفاق، في محاولة لاعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل الاتفاق النووي، حيث كنت الامور تتجه نحو الصدام العسكري بين ايران وامريكا، بسبب رفض امريكا حق ايران بامتلاك التكنووجيا النووية المخصصة للاغراض السلمية.
هذا الرجل الذي يدق ، منذ دخوله البيت الابيض قبل 9 اشهر، طبول الحرب بمناسبة او بدونها، ظهر انه اجبن رئيس امريكي دخل البيت الابيض، فقد كشفت وسائل اعلام امريكية وبعض المسؤولين الامريكيين عن محاولات ترامب المتكررة للتهرب من الخدمة العسكرية ، خوفا من المشاركة في الحرب التي كانت تفرضها بلاده على الشعب الفيتنامي.
صحيفة “نيويورك تايمز” نشرت قبل ايام تقريرا على موقعها الإلكتروني، كشفت فيه ان ترامب تهرب 5 مرات من الخدمة العسكرية أثناء حرب فيتنام، 4 منها بذريعة الدراسة والخامسة بذريعة وجود نتوء في قدمه.
وأشارت الصحيفة الى أن ترامب في عام 1968، وفي سن الـ 22، بدا بصحة جيدة، بطول 188 سانتيمتر وبنية رياضية، حيث كان يلعب كرة القدم، والتنس، والإسكواش، وبدأ لعب الجولف ، ولا يوجد في سجله الطبي اي شائبة، باستثناء جراحة روتينية لاستئصال الزائدة الدودية عندما كان في العاشرة، غير أن تهرب خلال الدراسة الجامعية 4 مرات من التجنيد و بعد تخرجه من الجامعة في ربيع عام 1968، تهرب ايضا من الخدمة العسكرية بذريعة ظهور بروز في عظام كعبيه.
وأرتأت الصحيفة أن التصريحات العلنية لترامب حول تجربته في التجنيد تتناقض أحيانًا مع سجلات الخدمة الانتقائية، كما أنه في كثير من الأحيان يكون غامضا بشأن ذكر التفاصيل.
وفي مقابلة مع “نيويورك تايمز” الشهر الماضي، قال ترامب إن بروز العظام كان “مؤقتًا”، عيب “طفيف” لم يكن له أثر ملموس عليه، مشيرا إلى أنه زار طبيبا، لا يستطيع أن يتذكر اسمه، قدم له رسالة لمسؤولي التجنيد، الذين منحوه الإعفاء الطبي.
ما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز” حول تهرب ترامب من الخدمة العسكرية ، ايده السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي اتهم ترامب بدفع رشوة لتجنب الالتحاق بالخدمة العسكرية، أثناء احتدام الحرب في فيتنام.
وقال ماكين خلال لقاء أجرته معه محطة “سي سبان” الأحد الماضي ، بمناسبة الذكرى الخمسين لتعرض طائرته الحربية إلى إطلاق نار فوق فيتنام حيث أُسر لمدة 5 أعوام : “هناك جانب من النزاع لن أقبل به على الإطلاق، هو أننا جندنا الأمريكيين الأقل دخلاً إجبارياً، فيما عثر الأثرياء على طبيب يقول إنهم يعانون من نتوء عظمي ما”. في إشارة واضحة إلى التشخيص الذي سمح بتصنيف ترامب على أنه غير مؤهل صحيا للخدمة في الجيش عام 1968 أثناء الحرب في فيتنام.
يُقال ان فاقد الشيء كثيرا ما يلهج بذكر ما يفقتده سدا للنقص الذي يعاني منه ، وهذه الحقيقة تنطبق على ترامب ، فهو يحاول الظهور بمظهر الشجاع عبر دق طبول الحرب ، في محاولة للتغطية على الجبن الذي ينخر كيانه ، وما تاريخه المعيب ، الذي كشفت عنه وسائل اعلام امريكية ، الا دليلا على ذلك.
شفقنا