خاص الكوثر - أحكام الإسلام
وقال الشيخ أسد محمد قصير: كان الهدف الأسمى لهذه السياسة هو إضعاف الشعب وجعلهم في حاجة دائمة للمستبدين، ليظلوا تحت سلطتهم ويفقدوا أي قدرة على المقاومة أو التغيير. حيث كان معاوية، من خلال أساليب مختلفة، يحاول تعزيز سلطته على حساب استغلال الطبقات الفقيرة والمحرومة.
وأضاف: من أبرز هذه الأساليب كان تحريف النصوص الدينية ليتماشى مع مصالحه السياسية. كان يسعى لتغيير تفسير القرآن الكريم بما يتناسب مع طموحاته الخاصة في تحكمه بالناس، حتى وصل إلى محاولة تحريف آيات كانت تشير إلى الاستغلال والظلم، ليجعلها تقتصر على الذم بالآخرين، مثل الأحبار والرهبان، ويستثني نفسه والمسلمين.
وأوضح أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية في هذا السياق، تبرز معركة الحرة التي كانت بمثابة لحظة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث أظهر معاوية في تلك المعركة كيف كان ينحاز إلى الطبقات الحاكمة، بينما يبتعد عن شريحة الفقراء والمساكين الذين كانوا يعانون من الجور. كانت هذه الأفعال، التي حاولت تزييف الحقائق، تهدف إلى تعزيز مكانته في السلطة على حساب المبادئ الدينية والإنسانية.
إقرأ أيضاً:
وأردف: كما يذكر التاريخ أن الإمام علي عليه السلام كان واعيًا لهذه اللعبة السياسية، فقد بعث بمعاوية ليمثل السلطة الحاكمة، وفي الوقت ذاته كان يرفض تحريف النصوص لصالح أي مشروع سياسي. وقد أكدت الحروب والمواجهات مع معاوية على أهمية الحفاظ على القيم الدينية، لا سيما في ظل محاولات الأمويين استغلال الدين لتبرير سلطتهم.
وشدد الشيخ قصير: رغم كل المحاولات لتغيير مسار القرآن الكريم وجعل الفقراء والمساكين ضحايا للظلم المستمر، كان هناك دائمًا من يعارض ويكشف هذا الفساد، مثل أبوذر الغفاري الذي كان يقف في وجه هذا الاستبداد. وقد هدد أبوذر بحمل السيف والقتال من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها، مما جعل موقفه يصبح رمزًا للمقاومة ضد الظلم والاستعباد.
واختمم الشيخ قصير قوله: إن ما حدث في تلك الفترة التاريخية هو درس في كيفية استخدام السلطة للدين لصالح الحكام، لكننا في الوقت نفسه نرى كيف أن إيمان الشعوب والمجتمع يمكن أن يتصدى لهذا الفساد ويعيد الأمور إلى وضعها الصحيح.