خاص الكوثر - محفل
وقال الشيخ قاسميان: مستشارو دقيانوس، الذي كان الملك آنذاك، كان عددهم ستة، فجميعنا نعلم أنهم شباب، ولكنهم في الواقع ليسوا شبابًا، لأن الله يناديهم في القرآن بالفتية، حين قال: "إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةࣰ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا." إذ أولفت جيلت إلى الكهف، فقالوا: "رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةࣰ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا."
وأضاف: أي أنهم ليسوا شبابًا، وكرر الله هذا المعنى مرة أخرى في قوله: "إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدࣰى"، لأنهم كانوا فتية يؤمنون بالله، وقد كرر هذا في هذه الآية: "إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدࣰى." كانوا يريدون إشهار إيمانهم، ولكن لم يكن باستطاعتهم فعل هذا في عهد الملك دقيانوس، لذا ربنا يمسك بقلوبهم وقال في القرآن الكريم: "وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ."
إقرأ أيضاً:
وتابع أستاذ الحوزة العلمية: قلوبهم إذ قاموا وقالوا: " رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ." فجلسوا يفكرون في ماذا سيفعلون، فوصلوا إلى حل، وهو أن يعلنوا براءتهم. فقرروا الهروب، ولكن كيف سيهربون دون ماء؟ وحينها فقرروا أن يعتزلوا داخل كهف. فقال: "ربنا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقًا."
وأردف: فخوفًا على حياتهم، أعلنوا إيمانهم وخرجوا من القصر، وقد اعتكفوا داخل ذلك الكهف. ذلك الكهف كان أمانًا لهم، "يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقࣰا." ومعنى هذه الآية أنكم ستحصلون على سهولة وراحة هناك، وستكونون بعيدين جدًا عن الحكم، ولن يمسكم بسوء. والآن اسمعوني جيدًا، فالعبرة من هذه القصة موجودة داخل هذه الآية الكريمة: "وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقࣰا."
واختتمت الشيخ قاسميان قوله: بعد أن دخلوا الكهف، على الفور جلسوا وناموا. ولبثوا في كهفهم ثلاثمئة سنة، وازدادوا تسعًا، أي أنهم قد ناموا ثلاثمئة سنة، وفوقها تسع سنوات، لأن اليهود كانوا يحسبون بالأعوام الشمسية، بينما رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم كان يحسب بالسنة القمرية.