خاص الكوثر - الوجه الآخر
قال الدكتور فراس الياسر إنني أعتقد قبل أن نتحدث في موضوع هيمنة قرار خمس دول على مصير العالم، لا بأس بأن نسلط الضوء على عمق الفكر الغربي الفلسفي الذي أنتج هذا السياق وهذا التوجه.
وأضاف : وجدنا أنفسنا كشعوب شرق أوسطية أمام هيمنة منظمات معينة تتحكم في مصير الشعوب. هذه فلسفة القوة وإرادة القوة التي دعا إليها نيتشه، وفلسفة ميكافيلي التي قال فيها "الغاية تبرر الوسيلة". هذه الفلسفات، بالإضافة إلى فلسفة هوبز وغيرهم من الفلاسفة، أسسوا وأنتجوا هذا الفكر.
وتابع الدكتور الياسر: عندما يكون الفكر القائم على الهيمنة وإرادة القوة هو المسيطر، نجد أن نيتشه يقول: "إرادة القوة هي الصيغة الأساسية للإنسانية". هذا الفكر وهذه الرؤية الكونية التي شكلت الأيديولوجيات في العالم هي التي فرضت نوعية وطبيعة وسياق الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية.
إقرأ أيضاً:
وأردف الكاتب والمحلل السياسي: عندما وصلنا إلى ما يسمونه الحداثة وهذه الفلسفات التي تُسمى بالحداثة، وجدنا أنفسنا أمام الحرب العالمية الثانية، وخرجت لنا النازية والفاشية. حتى الفلاسفة الغربيون أنفسهم راجعوا مقولاتهم وقالوا إنهم لم يقدموا للعالم ما يخدم الإنسانية من أفكار. مؤكدا: لم تأتِ هذه المنظمات من فراغ. لا يزال في الأدب الأمريكي، مثلاً، فلسفة العملقة والإنسان المتفوق. هذه الرؤية، وعلى ضوئها، تم تأسيس الأمم المتحدة.
وأكد الدكتور الياسر اننا أصبحنا أمام خمس دول منتصرة تهيمن على القرار، ويمكن أن تفرض هيمنتها وقراراتها على العالم كله. وهذا مما لا يقبله العقل عندما تناقشه.
وقال الدكتور فراس الياسر أنا أشكر حقيقةً برنامجكم على طرح هذه التساؤلات التي قد نعتبرها السهل الممتنع، حيث لم تُناقش في الإعلام بشكل معمق. وجدنا أنفسنا أمام أمر واقع ومفروض، وهذا أيضاً ما عمل الإعلام الغربي على ترسيخه. الإعلام الغربي لا يجعلك تناقش الجذور وأصول المشكلة، بل يريدك أن تنساق مع ما هو موجود، فهم يؤمنون بفلسفة فرض الواقع. لذلك، نعتقد أن الأمم المتحدة مبنية بشكل أساسي على فلسفة فرض الواقع، انطلاقاً من مبدأ القوة.