خاص الكوثر - حياة بعد الحياة
وقال السيد داود سليماني: لم يكن حزني على فراق زوجتي وأولادي الذين كانوا يبكون، بل كنت حزينا على فقدان تلك الأرض. إنه عالم خاص. ثم عدت ولم يفتح الباب، وفجأة رأيت أنني في مدينة مشهد في صحن القدس بمرقد الإمام الرضا عليه السلام.
لا أعرف إن كنت قد رأيت الطابق السفلي من صحن القدس أم لا، فهناك مقبرة واسعة أسفل صحن القدس. حين ذهبت إلى هناك، كنت أغسل يدي في صحن القدس، حيث يوجد مكان يشبه مسجد قبة الصخرة وكأنه مشربة مياه.
وتابع سليماني: لكني كنت أغسل يدي هناك، فأتى حينها رجل، روحي فداه.. روحي فداه.. كان ذا قامة طويلة وضخما ويرتدي دشداشة بيضاء طويلة وذو لحية طويلة وجميلة. فقال: لماذا تظل تناديني؟
قلت: أرجو المعذرة يا سيدي، لكن من أنت؟ قال: أنا الذي تناديه، أنا الإمام الرضا عليه السلام.
إقرأ أيضاً:
فقلت له: أيها الإمام الرضا، لقد كنت في طريقي لحضور مجلس عزاء، فتعرضت لحادث، ولم أعد أستطيع تحريك جانبي الأيسر، ماذا أفعل؟
وأردف: أمسك الإمام الرضا، عليه السلام، بيدي اليسرى، ووضع خاتما في إصبعي، ثم مسح بيده على رجلي اليسرى وقال: أنت بخير، هيا إذهب.
كنت في طريقي خارجا من الصحن المقدس، فناديت وقلت: يا سيدي، إلى أين تذهب؟ فقال: أنت بخير، إذهب.
فقلت: يا سيدي، لا أستطيع أن أتكلم، فقط قطع نحري ولا أستطيع التكلم.
فقال: لماذا لا تستطيع التكلم؟ إنك تتحدث معي الآن، لذا يمكنك التكلم.
وأضاف سليماني: فنهضت من مكاني وجلست على السرير وبدأت بالبكاء، وكنت أقول: أريد أمي، أين أمي؟
فقالت الممرضة: لقد استعاد السيد سليماني وعيه. فقلت للممرضة: أريد أمي، وطلبت منها أن تذهب وتخبر أمي.
جاء أخي، فسألت إبراهيم: أين أمي؟ أريد أمي.
فقال: أمي ليست هنا.
قلت: لماذا؟ ليست هنا؟ أين أمي؟ أنا أفتقد أمي.
فقال إبراهيم: ستأتي قريبا.