قال امين عبدي: نمت تلك الليلة، ومجدداً، رأيت الحلم نفسه. نعم، نفس الحلم، ذلك الشخص المنير؟ قال لي: لماذا لا تعود؟ نكرر عليك العودة، وأن تغير مسارك، فلماذا لا تعود؟ كنت خائفاً منه كثيراً بسبب هيبته وجلاله، وكأن السماء والأرض تحذرني، ما الذي سيفهمه فتى في الخامسة عشرة من عمره أمام سيد كشرطي يحذرك؟ كم سترتبك وتتشتت؟
اقرأ ايضاً
وتابع ضيف البرنامج: قال لي: سأعطيك التحذير الأخير، يجب عليك أن تعود، هذا ليس مسارك، ارتجفت في الحلم وقلت: حسناً، سيدي، ماذا أفعل؟ كيف سأعود الآن؟ إلى أين سأعود؟ فأنا لا أعرف، حينها لم أفهم ما يعنيه بالعودة، إلى أين يقصد؟ قال لي: فقط آمن بي وأنا سأريك طريق العودة، ثم كرر جملته قائلاً: هل سمعت؟ أنا سأريك طريق العودة.
واضاف عبدي: أدركت أن هناك شيئاً ما سيحدث لي، لأنه حذرني عدة مرات، وأخبرني بأن هذا المسار ليس لي، وأن علي أن أغيره. لأنه كرر عبارة "أنت ستستهلك حتماً في هذا المسار".
واستمر ضيف برنامج محفل بحديثه قائلاً: استيقظت في الصباح، والشيء الوحيد الذي خطر في بالي هو أن لا أخرج. نعم، ألا أخرج من المنزل لأرى ما سيحدث؟ لأن رؤية الحلم مرة أخرى كانت ظاهرة غريبة وتحذيراً خطيراً، تجذرت الفكرة في أعماقي.
واردف عبدي قائلا: لقد رأيت أن أحلامي تمزقت واحداً تلو الآخر. هذا ضايقني، فكما يعلم الجميع، إذا لم يغني المغني، يصبح مكتئباً، شعرت حينها أنني كالأحمق، الذي فقد طريقه، وبقي جالساً، أصدقائي كانوا يأتون باستمرار إلى الباب ويقولون لأمي بأنني مريض، وفي بعض الأيام كنت أتحجج بأني فقدت صوتي، كنت أعتذر دائماً بحجة جديدة، ولم أخرج من البيت لعدة أشهر.
وختم قارئ القرآن الكريم : لم أذهب إلى أي مكان، رغم أن عمي كان موسيقياً أيضاً وكان لدي صديق آخر عازف، لذا كانوا غاضبين جداً لأنني لم أكن آتي، لم أستطع أن أخبرهم أن السبب هو حلم، لأنهم ربما لن يصدقوا ان حلما غيّر مسار حياتي.