خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ المحيا: التغريب الذي فُرض علينا من قبل الغرب ينقسم إلى قسمين: نمط بريء ، ونمط آخر غير بريء. هناك أشياء ربما فُرضت علينا لأنها ضرورية في التواصل، والثقافة، والتطور، والارتقاء، وهناك نمط آخر يريده الغرب، وهو إذابة الهوية العربية والشرقية، بل هويات الشعوب كافة، لغرب يعمد إلى نشر ثقافته والقضاء على ثقافات الآخرين وهوياتهم، من خلال استهدافهم وفرض معاييرهم، والمواصفات التي تحدد طبيعة الحياة اليومية. فكل ما يقدمه الغرب يتم استقباله دون وعي كافٍ من الدول المستوردة، بحيث يصبح جزءًا من الحياة المادية، لكن إذا لم يكن هناك من يوجه هذه الشعوب، فإنها ستقع في فخ الذوبان في هويات أخرى، مما يؤدي إلى اختلال المعايير الثقافية والفكرية، بل إلى اغتيالها.
اقرأ ايضاً
وتابع الشيخ رضوان المحيا: الشعوب العربية، يوما ما، تركت موروثها واستشرق الغرب وأخذوا ما لدينا من علم ومعرفة. أما اليوم، فنحن لا نستطيع حتى استرجاع ما أُخذ منا، بل على العكس، نستقبل كل ما لديهم، وربما نهمل تراثنا، ونتخلى عن ثقافتنا وهويتنا. والأسوأ من ذلك، أن البعض بات يمدح التبعية للغرب ويتقبل كل ما يأتي منهم دون تفكير، رغم أن الغرب نفسه يعتمد معايير مزدوجة، فهو يأخذ منا أجمل ما عندنا، ويصدر لنا أسوأ ما عنده.