خاص الكوثر_ راديو غزة
عادوا... رغم الدمار. ساروا عبر الأنقاض، رغم تهديد الطائرات. المستوطنون يفرّون، والنازحون يعودون... كيف انقلبت المعادلة؟ في هذه الحلقة، نعود إلى بداية القصة… كيف صنع الشعب والمقاومة هذا النصر؟
كيف تُهزم قوة عسكرية متفوقة؟ في 7 أكتوبر 2023، في صباح ذلك اليوم، كان كيان الاحتلال يعيش في وهم القوة المطلقة. كان يحاصر غزة، يجوّع أهلها، يضرب في الضفة، وينتظر لحظة الاستسلام الفلسطيني. لكن ما لم تفهمهكيان الاحتلال… أن هناك من كان يعمل في صمت، يُخطط ليوم تتغيّر فيه كل المعادلات.
اقرأ أيضا:
قلبت المقاومة الطاولة محمد الضيف، الرجل الذي لا يظهر، قاد واحدة من أعقد العمليات في التاريخ العسكري يحيى السنوار، الرجل الذي عرف الاحتلال من الداخل، خطط لكل تفصيل كانت الخطة واضحة: العدو لن يفهم إلا لغة الصدمة.
لكن لم يكن هذا مجرد هجوم... كان بداية عصر جديد.
بدأ الاحتلال حربه بوعد القضاء على حماس… لكنه لم يفهم أنه دخل حربًا لا يستطيع الفوز بها. كانت خطته مبنية على فكرة واحدة: دخول بري سريع، تصفية القادة، فرض الاستسلام. لكنه لم يحسب حساب أن كل شارع في غزة كان كمينًا، كل نفق كان فخًا، وكل مقاتل كان مشروع شهادة .وهكذا، بدلاً من أن يحطم كيان الاحتلال المقاومة، وجدت نفسها محاصَرة في معركة استنزاف لم تعرف كيف تخرج منها. وفي النهاية… هي التي بحثت عن مخرج.
الاحتلال كان يظن أن الشعب سينهار… لكنه وجد أن كل بيت أصبح جزءًا من المعركة، المعركة لم تكن فقط صواريخ… كانت إرادة، صمود، وتكتيك ذكي. لكن النصر لم يتحقق في غزة وحدها… بل على امتداد جبهات المقاومة.
لبنان… اليمن… العراق… الضفة… الجميع كان جزءًا من هذه المعركة
حزب الله فتح جبهة شمالية أربكت الجيش الإسرائيلي. اليمن ضرب السفن الإسرائيلية، وقطع طرق الإمداد. الضفة لم تستسلم… بل انتفضت من جديد. إسرائيل وجدت نفسها محاصرة… من البحر، من الشمال، ومن الداخل. وهكذا… تحول العدوان على غزة إلى حرب استنزاف كبرى.
الاحتلال ادّعا أنه لا يتفاوض، لكنه وجد نفسه مجبرا على الجلوس مع المقاومة. الصفقات لم تكن بشروطه، بل بشروط غزة. تسليم الأسرى لم يكن مجرد عملية تبادل، بل رسالة سياسية حُفرت في الذاكرة: الأسرى الصهاينة مشوا أمام منزل يحيى السنوار، في قلب غزة التي زعم الاحتلال أنه سيطر عليها. المستوطنون كانوا يريدون "النصر"، لكنهم شاهدوا "الهزيمة" بأعينهم.
هذه ليست مجرد صفقات… هذه معادلة جديدة: الاحتلال لم يعد المتحكم الوحيد باللعبة. وهنا… كان النصر قد بدأ يتشكل… لكنه لم يكن النهاية بعد.