هل يمكن تحقيق الشخصية المثالية على أرض الواقع؟ | خلية حب

تحدث الباحث التربوي سماحة السيد جعفر الحكيم: الشخصية المثالية قد تعتبر اضطراباً نفسياً في بعض الأحيان، لأنها تجعل الشخص في حالة قلق دائم وتعيقه عن المضي قدماً في حياته العملية والاجتماعية. في الواقع، صاحب الشخصية المثالية لا يكتفي بأي شيء أقل من الكمال.

خاص الكوثر - خلية حب

وقال السيد الحكيم: فإن الحديث عن الشخصية المثالية اليوم يمكن أن يكون محط نظر من زوايا مختلفة. في علم النفس، غالباً ما يُنظر إلى الشخصية المثالية من زاوية سلبية، حيث أنها تتمثل في شخص يسعى بشكل مستمر ومبالغ فيه إلى تحقيق الكمال، وبلوغ أعلى المراتب في كل شيء. هذا السعي الدائم للكمال يرتبط بمحاولة الهروب من العيوب والمشاكل التي هي جزء من حياة الإنسان الطبيعية.

وأضاف: الشخصية المثالية قد تعتبر اضطراباً نفسياً في بعض الأحيان، لأنها تجعل الشخص في حالة قلق دائم وتعيقه عن المضي قدماً في حياته العملية والاجتماعية. في الواقع، صاحب الشخصية المثالية لا يكتفي بأي شيء أقل من الكمال. إذا لم يحقق هدفه بالكامل، فإنه يعتبر نفسه فاشلاً ولا قيمة لأي إنجاز أقل من 100%.

إقرأ أيضاً:

وصرح السيد الحكيم: من أبرز علامات الشخصية المثالية وجود مبدأ "إما الكل أو لا شيء"، بمعنى أن الشخص إما يصل إلى أقصى حد من النجاح أو يعتبر نفسه قد فشل. هذا التفكير يسبب له العديد من المشاكل النفسية، حيث يعيش في حالة نقد مستمر لنفسه وللآخرين، ويشعر بعدم الرضا عن أي شيء أقل من الكمال. هذا يؤدي إلى انشغال دائم بعيوبه وعيوب الآخرين، ما يعيق تقدمه في حياته.

وختم سماحة السيد الحكيم قوله: كذلك، يعاني الشخص الذي يسعى وراء الكمال من شعور دائم بالخوف من عدم تحقيق أهدافه. في الحياة اليومية، نجد أن معظم الناس لا يحققون أهدافهم بنسبة 100%، إذ يتعرضون للعديد من العوائق سواء كانت اجتماعية أو شخصية أو حتى ظروف خارجة عن إرادتهم. لكن الشخص الذي يسعى للكمال لا يستطيع التكيف مع هذه العوائق أو قبولها، ويشعر بالخوف المستمر من عدم تحقيق غايته الكاملة. وبذلك، يمكن القول إن السعي لتحقيق "الشخصية المثالية" بهذا الشكل المبالغ فيه قد يؤدي إلى معاناة نفسية وتوقف الشخص عن التقدم في حياته العملية والاجتماعية.

شاركوا هذا البرامج مع أصدقائكم