الكوثر - سينما وفن - ايران
يروي الفيلم أحداثاً مثيرة حول عمليات منظمة مجاهدي خلق في إيران عام 1981، في فترة حساسة من تاريخ البلاد عقب إقالة أبو الحسن بني صدر، أول رئيس إيراني بعد الثورة الإسلامية آنذاك.
"أحداث الظهيرة" أي "ماجرای نیمروز" هو فيلم سياسي وإثارة تجسسي من إخراج محمد حسين مهدويان، يتناول الصراع بين الحرس الثوري الإيراني ومجاهدين خلق في بداية الثمانينات، بعد عزل بني صدر. يركز الفيلم على شخصيات أمنية متعددة لديها طرق مختلفة في التعامل مع تهديدات الجماعة المسلحة، لكن جميعهم يشتركون في هدف واحد: إفشال المخططات الإرهابية.
أداء جواد عزتي وأحمد مهرانفر كان مفاجئًا، حيث قدما شخصيات جادة ومهنية على الرغم من خلفياتهما الكوميدية. كما يُظهر هادي حجازيفر أداءً مميزًا في دور المقاتل المتمرد. الفيلم يتمتع بتوجيه محكم يعكس الحقبة الزمنية بدقة، ويعتمد على مشاهد مشوقة مليئة بالتوتر.
وفي عام 2019، تم عرض جزء ثاني من الفيلم بعنوان "أثر الدم" أي بالفارسية "رد خون"، الذي يروي أحداث ما بعد الحرب المفروضة على ايران، ويكشف عن محاولات المخابرات الإيرانية للقبض على عملاء مجاهدي خلق الذين كانوا يتسللون إلى خطوط الجبهة. يعكس الجزء الثاني تطور الأحداث بشكل مثير، ويشمل عملية فروغ جاويدان وتورط عباس زريباف، القائد العسكري للجماعة في تلك الحقبة.
إقرأ أيضاً
فيلم "أحداث الظهيرة" لا يُعتبر فقط أفضل فيلم سياسي في تاريخ السينما الإيرانية من حيث السرد والبنية، بل هو أيضًا دراما تجسس من الطراز الأول. إذا لم تكن مهتمًا بالجانب التاريخي والسياسي للقصة، يمكنك مشاهدة الفيلم من زاوية أخرى، مثل فيلم "كل رجال الرئيس" للمخرج آلان باكولا، الذي يتناول مجموعة تكشف عن هوية مجموعة أخرى.
شخصيات الأمن في الفيلم تختلف عن تلك التي تظهر في أفلام السنوات الأخيرة، حيث يتبنى كل شخصية وجهة نظر مختلفة: أحدهم يؤمن بالهجوم، وآخر يؤمن بالتسامح. أحدهم مشكك في الجميع ويبحث عن الحقيقة، بينما الآخر يثق بكل من حوله. جميعهم لديهم هدف واحد: إفشال هجمات مجاهدي خلق الذين هددوا بالإطاحة بالحكومة في موعد محدد. لكن أسلوب كل شخصية في التعامل مع هذه القضية مختلف. وفي النهاية، يتم الإشارة بشكل دقيق إلى أن شخصية جواد عزتي، الذي يكون قليل الكلام ويراقب الآخرين، كان هو الأكثر يقظة وصوابًا مقارنة بالبقية. (ويُثبت هذا لاحقًا في الجزء الثاني من الفيلم "أثر الدم" أي "ماجرای نیمروز ۲: رد خون").
المشاهد الأخيرة من الفيلم تم إخراجها بشكل رائع لدرجة أنه يجب الثناء على طريقة إخراج مهدويان في تصميم المشاهد، ومحاكاة الحقبة الزمنية في الثمانينات، والشعور بالتوتر والرهبة الذي يعم المشاهد.