الإستخدام المفرط للقوة من قبل السلطة العسكرية في السودان في مواجهته للتظاهرات الشعبية التي خرجت في العاصمة الخرطوم ومناطق ومدن أخرى والتي أدى إلى سقوط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح أثار الكثير من الإستفهامات خاصة وأن التظاهرات لم تخرج عن طبيعتها السلمية ولم تكن هناك أي مؤشرات عن استخدامها للعنف والشغب.
فالواضح أن العسكر في السودان بات يخشى تصاعد المطالبات الشعبية بالعودة إلى الديمقراطية والحكم المدني ووصولها إلى مراحل متقدمة في ظل الرفض الشامل لبقاء العسكر في سدة الحكم وإصرار الشعب السوداني على إيقاف المسيرة التي يتجه نحوها العسكر في تثبيت حكمه من خلال الإعلان عن تشكيل مجلس السيادة الانتقالي الجديد والذي أدى أعضاؤه اليمين الدستورية اليوم.
الشعب السوادني لم يرفض حكم العسكر وحده بل رفض كل الأدوار الإقليمية والتدخلات الدولية التي دعمت بصورة أو بأخرى السلطة العسكرية في السودان خاصة الولايات المتحدة والكيان والصهيوني اللذان سعيا إلى الإصطياد في الماء العكر واستغلال الأوضاع في البلاد لنقل السودان إلى المحور الإنبطاحي والإستسلامي في المنطقة من خلال الخضوع لواشنطن والتطبيع مع الكيان الصهيوني.